وأخيراً وبعد اعتراضات كثيرة سمحت السلطات الصهيونية لشركة "غوغل" العملاقة بإجراء مسح تصويري لشوارع اسرائيل شرط المحافظة على حقوق الخصوصيات لبرناجها الشهير "ستريت فيو" (Street View) الذي سبق وأن كان محور العديد من المشاكل في بعض دول العالم لحماية الخصوصيات.
الخدمة المجانية التي تقدمها "غوغل" سببت العديد من الاعتراضات نتيجة، المخاوف من نشر معطيات وصور يمكن أن تؤدي إلى الكشف عن الأسرار الأسروية أو تساعد المجرمين على التخطيط لتنفيذ جرائمهم، حتى ان بعض الأهالي في بعض المناطق في العالم قاموا بإغلاق الشوارع لمنع سيارات "غوغل" من الدخول.
التصريح الذي منحته (وزارة العدل) الصهيونية لعربات "غوغل" بالتنقل والتصوير أتى بعد ثلاثة أشهر من المباحثات مع "غوغل"، ومن الشروط الرئيسية التي طرحتها دولة الإحتلال إتاحة إمكانية تشويش صور بعض المنازل للحفاظ على الخصوصيات وحتى الوجوه في بعض الحالات، هذا بالطبع ناهيك عن ضرورة تقديم "غوغل" لتوضيح كامل حول طبيعة عمل فريقها والمسار الذي سيعتمده قبل البدء بالتصوير.
شرط آخر وضع أمام "غوغل" وهو ان الدعاوى التي سترفع ضد خدمته يجب أن تجري داخل الكيان الصهيوني، وليس في الولايات المتحدة الامريكية مكان تسجيل "غوغل". من هنا رحب "غوغل" بقرار الحكومة الصهيونية الذي سيتيح لخدمة "غوغل ستريت فيو" تطوير خدماتها ومعطياتها.
ويبدو أن الشروط التي قدمتها سلطة الإحتلال كانت أقل حزماً من تلك الشروط التي طرحت في البلدان الأوروبية. فمثلاً في فرنسا قامت اللجنة الوطنية للمعلومات والحرية في آذار/مارس الماضي بفرض مخالفة على "غوغل" بقيمة 100 ألف يورو لنشرها صوراً علنية لوجوه أشخاص لم يقدموا موافقتهم على التصوير.
وفي المانيا أوقفت "غوغل" تصوير المدن هناك في نيسان أبريل الفائت بعد أن طلبت منها السلطات الألمانية تشويش صور العديد من الأبنية، والرد المباشر على طلبات المسخدمين الذين يطلبون بعدم ظهور منازلهم في الصور... فاضطرت الشركة إلى تشويه العديد من الصور من ارقام السيارات ووجوه الأشخاص والمباني حتى باتت الصورة غير واضحة المعالم.
في العام الماضي قامت السلطات التشيكية بوقف عمليات تصوير الشوارع لخدمة "ستريت فيو"، وفي إسبانيا قامت وكالة حماية المعلومات برفع قضية ضد "غوغل" مع المطالبة بتعويض يصل إلى مليون يورو لجمع وحفظ المعلومات بطرق غير مشروعة.
التعليقات :
إرسال تعليق